مقدمة وتعريف بالكتاب
ان هذا الكتاب، الذي جمعنا فيه الأمثال والحكم الجزائرية والذي نتشرف بتقديمه للقاری، الكريم لا ندعي فيه الابتكار والجدة فان قيمته – ان وجدت – انما تكمن في الحرص على متابعة وتكملة الاعمال التي سبقنا اليها المبرزون من العلماء .. فليست هذه المحاولة الأولى من نوعها وان هي في الواقع . الاتتمة لما أنجزه الذين سبقونا إلى ذلك ومساهمة متواضعة في الحفاظ على ألطف صورة من صور التعبير العفوي في تراثناالشعبي
وقد تتطرق الى هذا الموضوع الكثير من الباحثين ، تخص بالذكر منهم : دو ماس. وابن سديرة وماشویل وفاتح، والتجيني وبورتو وأحمد وحمزة وعبد المالك مرتاض ومونتيه والفقيد العلامة محمد بن أبي شنب الذي أسهم بقسط كبير جدا في هذا المجال اذ لم يكتف في كتابه بذكر الامثال السائرة في الجزائر بل توسع ایما توسع بفضل علمه الغزير فذكر أيضا الامثال الرائجة في العالم العربي بل والعالم الاسلامي ، من المغرب حتى الهند. وقد كان كتابه هذا روعة في البحث العلمي ونسيج وحده في هذا الفن والذي يو سفنا هو أن يستحيل على طالبيه اليوم لا العثور عليه في دور الكتب فقط بل حتى العثور عليه في المكتبات العامة والمتخصصة
وعلى هذا فإن الغاية من عملنا هذا هي جد محدودة بالنسبة الى الأعمال . التي ذكرت . فقد اكتفينا بحصر الأمثال الرائجة في ناحية واحدة من البلاد وهي الجنوب الغربي من الجزائر والتزمنا بعدم التعرض للامثال التي ذكرها من سيقنا الا . اذا وجد بعض الاختلاف في اللغة أو الاسلوب بينها وبين ما رويناه .. فهذه هي حصيلة جمع قد طال أمده وتواصل يوما بعد يوم وقد أحطناها بنفس الحب والرعاية. التي يظهرهما المولعون بجمع التحف الفنية.
إقرأ أيضا:7 كتب من السيرة الذاتية لحياة رواد الأعمال الناجحينلقد انطبعت في ذهن المؤلف الايقاعات المقفاة الأولى من هذه الأمثال . عندما كان يلعب في حضن أمه. وكانت هذه الأخيرة تحفظ منها العدد الكبير وتنطق بها في كلامها اليومي بدون أي تكلف وكلما ذكرت مثلا قالت : “العرب قالوا” أو “الأولون قالوا”