أدباء وشعراء

شعر الإمام الشافعي في الفخر والاعتزاز بالنفس – ديوان الإمام الشافعي

روائع الشعر العربي

أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ (150-204هـ / 767-820م) هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء. وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً. أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وقيل: إنه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي محمد بقوله: «عالم قريش يملأ الأرض علماً». وفي هذه المقالة جمعنا لكم من ديوان الإمام الشافعي رحمه الله كل ما قيل حول الفخر والاعتزاز بالنفس على موقع حكمة عربية.

الفخر بالقدرة على مواجهة جميع المشكلات

حدث الحسين بن محمد الزعفراني قال : سئل الشافعي عن مسألة فأجاب فيها ثم أنشأ يقول :

إِذا المُشكِلاتُ تَصَدَّينَ لي
كَشَفتُ حَقائِقَها لِلنَظَر
لِسانٌ كَشَقشَقَةِ الأَرحَبي
ي وَكالحُسامِ اليَمانِيّ الذَكَر
وَلَستُ بِإِمَّعَةٍ في الرِجا
لِ أُسائِلُ هَذا وَذا ما الخَبَر
وَلَكِنَّني مُدرَهُ الأَصغَرَي
نِ جَلّابُ خَيرٍ وَفَرّاجُ شَرّ

الترفع عن مجاراة الأنذال

إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً
وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسابِبُه
وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً
لَمَكَنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُه
وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني
كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طالِبُه
وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي
وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه

صفات تغني عن كل ماعداها

حَسبي بِعِلمي إِن نَفَع
ما الذُلُّ إِلّا في الطَمَع
مَن راقَبَ اللَهَ رَجَع
ما طارَ طَيرٌ وَاِرتَفَع
إِلا كَما طارَ وَقَع

الإغضاء عن السفيه يزيد صاحبه رفعة

يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ
فأكرهُ أن أكونَ له مجيباً
يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حلماً
كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيباً

قيمة المرئ في نفسه لا في ثيابه

حدثنا أبو الفضل نصر بن أبي نصر الطوسي قال :سمعت أبى الحسن علي ابن أحمد القصري يقول : حدثني بعض شيوخنا قال .لما أشخص الشافعي إلي ( سر من رأى) دخلها وعليه أطمار رثة وطال شعره. فتقدم الى مزين فاستقذره لما نظر الى رثاثته فقال له: تمضي إلى غيري. فإشتد على الشافعي أمره.فالتفت إلى غلام كان معه فقال : كم معك من النفقة ؟ فقال : عشرة دنانير قال : إدفعها إلى المزين. فدفعها الغلام إليه فولى الشافعي وهو يقول :

إقرأ أيضا:قالَ لي جدّي – قصيدة جميلة جدا
عَلَيَّ ثِيابٌ لَو تُباعُ جَميعُها
بِفَلسٍ لَكانَ الفَلسُ مِنهُنَّ أَكثَرا
فيهِنَّ نَفسٌ لَو تُقاسُ بِبَعضِها
نُفوسُ الوَرى كانَت أَجَلَّ وَأَكبَرا
ما ضَرَّ نَصلَ السَيفِ إِخلاقُ غِمدِهِ
إِذا كانَ عَضباً حَيثُ وَجَّهتَهُ فَرى

الهمة العالية

أَمطِري لُؤلُؤاً جِبالَ سَرَندي
بَ وَفيضي آبارُ تَكرورَ تِبرا
أَنا إِن عِشتُ لَستُ أَعدَمُ قوتاً
وَإِذا مُتُّ لَستُ أَعدَمُ قَبرا
هِمَّتي هِمَّةُ المُلوكِ وَنَفسي
نَفسُ حُرٍّ تَرى المَذَلَّةَ كُفرا
وَإِذا ما قَنِعتُ بِالقوتِ عُمري
فَلِماذا أَزورُ زَيداً وَعَمرا

شاعر فقير

ماذا يُخَبِّرُ ضَيفُ بَيتِكَ أَهلَهُ إِن      سيلَ كَيفَ مَعادُهُ وَمَعاجُهُ
يَقولُ جاوَزتُ الفُراتَ وَلَم أَنَل           رِيّاً لَدَيهِ وَقَد طَغَت أَمواجُهُ
وَرَقيتُ في دَرَجِ العُلا فَتَضايَقَت     عَمّا أُريدُ شِعابُهُ وَفِجاجُهُ
وَلَتُخبِرَنَّ خَصاصَتي بِتَمَلُّقي       وَالماءُ يُخبِرُ عَن قَذاهُ زُجاجُهُ
عِندي يَواقيتُ القَريضِ وَدُرُّهُ      وَعَلَيَّ إِكليلُ الكَلامِ وَتاجُهُ
تَربى عَلى رَوضِ الرُبا أَزهارُهُ       وَيَرُفُّ في نادِيَ النَدى ديباجُهُ
وَالشاعِرُ المِنطيقُ أَسوَدُ سالِخٌ    وَالشِعرُ مِنهُ لُعابُهُ وَمُجاجُهُ
وَعَداوَةُ الشُعَراءِ داءٌ مُعضِلٌ         وَلَقَد يَهونُ عَلى الكَريمِ عِلاجُهُ

معاناة الأديب

أَصبَحتَ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جَهِلوا
حَقَّ الأَديبِ فَباعوا الرَأسَ بِالذَنَبِ
وَالناسُ يَجمَعُهُم شَملٌ وَبَينَهُم
في العَقلِ فَرقٌ وَفي الآدابِ وَالحَسَبِ
كَمِثلِ ما الذَهَبِ الإِبريزِ يَشرَكُهُ
في لَونِهِ الصُفرُ وَالتَفضيلُ لِلذَهَبِ
وَالعودُ لَو لَم تَطِب مِنهُ رَوائِحُهُ
لَم يَفرِقِ الناسُ بَينَ العودِ وَالحَطَبِ

التواضع خشية لله تعالى

وَلَولا الشِعرُ بِالعُلَماءِ يُزري
لَكُنتُ اليَومَ أَشعَرَ مِن لَبيدِ
وَأَشجَعَ في الوَغي مِن كُلِّ لَيثٍ
وَآلِ مُهَلَّبٍ وَبَني يَزيدِ
وَلَولا خَشيَّةُ الرَحمَنِ رَبّي
حَسِبتُ الناسَ كُلَّهُمُ عَبيدي
السابق
قالوا ناس زمان عن الزواج الجزء 2
التالي
ثلاث إيجابيات للمدارس أحادية الجنس

اترك تعليقاً